في أمسية مميزة، تشرفت بزيارة الشاعر الكبير ناصر بن عبدالله العاصم، صاحب الديوان الشعري “النفح الصادق من روابي #ثادق”، حيث قضيت وقتًا ممتعًا بين دفاتر شعره ومسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود. ومن خلال هذا اللقاء، تعرفت على عمق تجربته الأدبية، وسر شغفه بالكلمة والصورة الشعرية.
الميلاد والمسيرة الحياتية:
وُلد الشاعر ناصر بن عبدالله العاصم في ثادق عام 1370هـ، وانتقل إلى الرياض في عام 1377هـ، حيث استقر في حي أم سليم. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة أم سليم، ثم درس المرحله المتوسطه في المعهد العلمي. بدأ حياته المهنية موظفًا في إمارة منطقة الرياض، ثم انتقل إلى وزارة المعارف حتى تقاعده في عام 1430هـ.
العاصم يعشق الشعر الفصيح والعامي على حد سواء، وهو فخور بجذوره في ثادق وجماعته، حيث يقول في إحدى قصائده:
“ياسعد منهو زار ثادق وجاها
وشاف الكرم والجود والطيب فيها
الديره اللي يبتهج من نصاها
يلقى الحفاوه والوفا من يجيها”
ذكرياته في حلة العماج:
تحدث العاصم عن ذكرياته في منطقة حلة العماج التي تقع بين شارع السبالة وشارع الريس، حيث استحضر لحظات الطفولة والشباب، وقال في قصيدته:
“تذكرت أنا الأصحاب في حلة العماج
ولانيب ناسي كل خلاننا فيها
زمان مضى مافيه زحمات ولا الإزعاج
من البيت رجليه وياكثر ما أجيها”
من خلال هذه الأبيات، نلاحظ كيف يحفظ العاصم تفاصيل الحياة البسيطة والصادقة التي عاشها في تلك الأيام.
الشعر بين الماضي والحاضر:
أكد العاصم على أهمية استمرار التجديد في الشعر، فالشاعر لا يزال يظل علامة مميزة حتى في ظل كثرة الشعراء. وأشار إلى قصيدته عن “حي أم سليم”، التي بعثت فيه مشاعر الحنين والتأمل في الماضي، قائلاً:
“ياللي تروحون لام سليم
تذكروا كل ماضيها
خصوها بالود والتسليم
يعم جملة مبانيها”
تكريم الراحلين في الأدب:
تحدث العاصم عن الراحل عبدالله بن صقيه، الذي كان له تأثير كبير في الساحة الأدبية، قائلًا:
“عبدالله بن صقيه كان أحد الأعلام المضيئة في سماء الأدب العربي، حيث جمع بين الشعر وعلم الأنساب، وكان من الذين أثروا الساحة الثقافية بشكل كبير.”
كما أشار إلى الشاعر عبدالعزيز بن محمد المقحم رحمه الله المعروف بـ “سهيل”، الذي كان له تأثير قوي في الشعر والردود الشعرية، مشيرًا إلى زيارته له في الرياض عام 1395هـ، حيث أكد على كرم سهيل وحسن ضيافته.
اللقاء مع عبدالله بن خميس:
في عام 1403هـ، كانت للشاعر العاصم فرصة اللقاء مع الشيخ الموسوعي الأديب عبدالله بن خميس رحمه الله، حيث قال عنه:
“كان الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله موسوعة حية، لا تمل من الاستماع له. كان يحمل في ذهنه من المعرفة ما يجعل كل لحظة من الحديث معه قيمة عظيمة.”
القصيدة التي جمعتنا:
أشار الصحافي إبراهيم العويدي إلى القصيدة القديمة للشاعر العاصم، وقال:
“كانت تلك القصيدة بمثابة الجسر الذي وصلني إلى الشاعر الكبير .”
وقد تضمن النص الشعرى الأبيات التالية:
“لا زاد مالك فالبشر رحبوا بك
وأهل النمايم والملاقيف ماشوك
من عقب ماهم في المجالس حكوا بك
حطوك قاضي بينهم واستشاروك
فيما مضى عند الملا سولفوا بك
واليوم مع خشمك ايلا جيت حبوك
انت الكريم القرم واليوم لوبك
كل النذاله ضمن الاجواد عدوك”
هذه الأبيات كانت بداية العلاقة الأدبية بين العويدي والعاصم.
العاصم: الشاعر والإعلامي:
العاصم كان أيضًا محررًا ومراسلًا لعدد من الصحف والمجلات في المملكة. على الرغم من تقاعده، لا يزال له حضور قوي في الساحة الأدبية، وهو من الوجوه البارزة التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي السعودي والعربي.
ختامًا:
في ختام اللقاء، عبّر الشاعر العاصم عن امتنانه الكبير لتجربة العمل الصحفي، مؤكدًا على أهمية التفاعل بين الأدب والإعلام في نشر الثقافة والتوعية بالأدب المحلي.
كانت الزيارة إضافة غنية لرحلتي في عالم الأدب، وأشكر الشاعر ناصر بن عبدالله العاصم على كرم الضيافة والمشاركة في هذا اللقاء الأدبي الرائع.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق